أحمد النجار (دبي)

أكدت العازفة الإماراتية خديجة سليم، التي تم اختيارها للمشاركة في مهرجان مترو دبي للموسيقى، بدورته الأولى «من 17 إلى 23 مارس الجاري»، أن نشر الموسيقى في الساحات العامة فكرة ملهمة لإنتاج الفرح بكميات هائلة، ونشر السعادة على جناحي التفاؤل والإيجابية، كما أنها تولد نوعاً من السعادة والألفة بين الناس، تجمعهم على بساط النغم، وتوحد اهتماماتهم وأحاسيسهم بلغة الموسيقى التي تبث الحب والسلام للروح الإنسانية.
ووصفت خديجة هذه التجربة بـالفرصة الثمينة بوصفها أول إماراتية تقدم منتجاً موسيقياً أمام جمهور كثيف متنوع الأعراق والثقافات داخل ساحات مترو دبي، فعلى الرغم من مشاركاتها السابقة في المهرجانات، وإطلالتها ضمن فعاليات مختلفة نظمتها جامعات محلية، إلا أن خديجة تفخر باختيارها من قبل براند دبي الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، للمشاركة مع مواهب موسيقية قادمة من الوطن العربي والعالم، وتعتبر ذلك خطوة متوثبة نحو الانتشار والشهرة، كما أنها تمثل تتويجاً معنوياً لموهبتها الناشئة، يضاف إلى أرصدة شغفها بحب الموسيقى.

نشر الموسيقى
خديجة تدرس في جامعة زايد بتخصص تصميم داخلي، وتعتبر علاقتها بالعزف بأنها نوع من الكتابة عن طريق النغم، كتعبير عن المشاعر والأفكار والقيم، وقالت إن الموسيقى تعني لها كل شيء، وإن تعلمها فن العزف على البيانو والجيتار لم يكن وليد الصدفة، بل كان ناجماً عن شغف كبير لروح الموسيقى.
وتستمر خديجة في تقديم مقطوعاتها الموسيقية في خمس محطات حيوية لمترو دبي على مدار أسبوع كامل من الساعة السادسة مساء إلى التاسعة، وتفخر بأنها تعزف أمام قوافل متدفقة من رواد ومستخدمي المترو، وأعربت عن حماسها الشديد لكونها أحد المشاركين، مستغلة تواجدها لنشر موسيقاها إلى العالم، من دون أن تخفي أنها كانت تشعر برهبة الجمهور لكنها تجاوزت ذلك الشعور حين لمست التفاعل بالتصفيق والتشجيع وإنصات المهتمين، الذين سارعوا في توثيق تلك اللحظات بفيديوهات حية كجزء من ذكرياتهم اليومية.

أنغام التعايش
وخلال حصتها الموسيقية، استطاعت اجتذاب جمهور متعدد الجنسيات والثقافات عبر تقديمها مقطوعات متنوعة، استهلتها بمعزوفات رومانسية اتسمت بالخفة والهدوء، ثم انتقلت للعزف السريع لتشعل حماسة الموجودين بإيقاعات سريعة وأنغام دراماتيكية تخاطب الحسّ والوجدان، وحاولت عبر مقطوعاتها نقل رسائل محبة عن المجتمع الإماراتي، تعبر عن قيم التألف والحب الذي ينسج أروع قصص التعايش بين الشعوب، معتبرة بأن الموسيقى يمكن أن تلعب دوراً مهماً في نشر ثقافة التسامح الإنساني.

ثنائية البيانو والجيتار
وبالعودة إلى بداياتها في فن العزف، قالت خديجة إن حب الموسيقى تفتح في وجدانها منذ أيّام المدرسة الابتدائية، عندما كانت مدرستها حنان الششتاوي تعزف البيانو، وبعد فترة اشترى لها خالها بيانو كهدية، فبدأت تتعلَّم العزف، وتتمرن على أداء مقطوعات شهيرة، وبعد فترة قليلة فكرت بالتغيير، واقتنت جيتاراً، وأتقنت العزف على البيانو والجيتار، معتبرة بأن اختيارها لهاتين الآلتين بالذات، لقربهما من مشاعرها، ولقدرتها على التعبير عبر أوتارهما، فضلاً عن أن صوت البيانو والجيتار يمنحانها الشغف في استكشاف جمال أنغامها.

رسالة مجتمعية
وقالت إنها تأثرت بموسيقيين عالميين أمثال Tokyo Myers وهو عازف بيانو معروف فاز في برنامج brilliant got talent، تعتبره الملهم الذي يحرك موهبتها ويحرك طاقاتها الإبداعية، ولخديجة رسالة تود نقلها إلى المجتمع من خلال مهرجان مترو دبي للموسيقى، تلخصها بقولها: أريد أن أقول إن الموسيقى فن وموهبة ومهارة، فالحياة من دون الموسيقى مملة وجافة، مضيفة: أنا جداً فخورة كوني عازفة إماراتية تغمرني سعادة كبيرة لأنني استطعت تمثيل بلدي وإبراز موهبتي من خلال الموسيقى، ولم تخف خديجة حجم تلك المسؤولية، مشيرة إلى أن التحدي الأكبر بالنسبة لها هو كسر حاجز التوتر والارتباك وهذا الشعور سرعان ما تبدد مع إعجاب الناس وانجذابهم واهتمامهم بعزفها.

فرص وألبومات
تطمح خديجة إلى أن تصير عازفة بيانو وجيتار معروفة وتمثل الإمارات في محافل دولية وعالمية شتى، واستثمار الفرصة الممنوحة لها من براند دبي، إلى جانب ما تتلقاه من تشجيع ودعم معنوي من والدتها وأصدقائها المحيطين، أما عن خطة إصدار ألبومات موسيقية فإنها لا تمثل هاجساً في ذهن خديجة على الأقل في الوقت الحالي، وستكون فكرة مطروحة، لكنها تسعى إلى خطف مزيد من الفرص تمكنها من المشاركة في مهرجانات عالمية لتقديم موهبتها إلى العالم.